!التأمين الصحي الامريكي : خناقة ترامب و أوباما

!التأمين الصحي الامريكي : ختاقة ترامب و أوباما

!اوباما كير: نظام التأمين الصحي الامريكي الذي سوف يعاني المواطن الامريكي من فشله وسوء ادارته ، كما يقول ترامب و يصفه: هذا النظام الطبي الفاشل

اذا كانت امريكا وهي الدولة الرأسمالية الأولي في العالم تجد أن هذا النظام التأميني الرأسمالي قد ترك المرضى فريسة لشركات التأمين الطبي وشركات تقديم الخدمة الطبية تفعل بها ما تشاء ولا تضع نصب أعينها إلا المكسب المادي فقط وتتحايل في سبيل ذلك بشتى الطرق ، حتى وإن أدت هذه الطرق الي حرمان المرضى من علاجهم أو حتى موتهم ، فهل يجوز أن نتخذ من هذا النظام قدوة نقتضي بها أو مثلا نحتذى به فنترك التأمين الصحي لشركات تجارية تهدف الي الربح

!بكل ندالة رفض التأمين الصحي الامريكي علاج الابطال الذين تطوعوا لعمليات الانقاذ في كارثة 11 سبتمبر في نيويورك بحجة عدم وجود مستندات تفيد تغطية العلاج

فماذا فعلوا ؟ استقل بعضهم قاربا ومعهم المخرج المشهور مايكل مور وذهبوا الي كوبا حيث نالوا العلاج هناك ، فنظام التأمين الصحي لدولة كوبا يغطي كل من يتواجد على أرضها وحتى الأجانب يشترون الدواء بالسعر المدعوم فمثلا بخاخة الربو ثمنها في أمريكا 120 دولار يبيعها التأمين الصحي في كوبا بخمس سنت فقط !! وشعارهم هناك أن كل مريض له الحق في العلاج بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته أو ظروفه لدرجة أن المساجين في جوانتانامو الشهير مؤمن عليهم تأمينا صحيا ويعالجون اذا مرضوا

التأمين الصحي الامريكي الذي نتخذه قدوة ومثلا يحتزى به أغفل النظر عن خمسين مليون أمريكي يموت منهم كل عام 18.000 بسبب القائهم في الشوارع بدون علاج

التأمين الصحي الامريكي قدوتنا يهتم بالقادرين على الدفع ويغفل الفقراء والدستور الامريكي لا ينص على حق المواطنين في العلاج المجاني

وكل أموره وقراراته حتى الطبية محكومة بالفلوس فقط لسبب بسيط أنه نظام باع القضية لشركات التأمين الصحي القطاع الخاص التي تهدف الي الربح وتسعى الي تعظيمه

هذا النظام القدوة عالج أذنا واحدة لطفلة صماء ولم يعالج الاذن الاخرى طبقا لجداول التغطية المذلة والمهينة والغريبة حيث بعضها لا تغطي علاج أمراض السكر والسرطان والقلب وارتفاع الضغط ؟ ! وهو السبب الذي دفع الكثيرون من الامريكيين للطيران الي فرنسا واسبانيا وانجلترا .. وحتى كوبا

تلجأ الشركات الي اذعان الاطباء بأن يوصوا بأن حالات المرضى لا تستحق الجراحة رغم احتياجها الشديد لها وتصرف لهم بعض الادوية التي قد تسكن الاعراض فقط

أهم الشخصيات في شركات التأمين الصحي الامريكية ليسوا الاطباء أو المعالجون ولكنهم المحامون لما يقومون به من اهدار حقوق المؤمن عليهم حيث يفتشون في تاريخ صحة المؤمن عليه منذ طفولته ويجدوا مثلا أنه أصيب بالحصبة أو الانفلونزا وهو طفل ولم يذكر ذلك في استمارة طلبه عند بدأ وثيقة التأمين فيتم اهدار كل حقوقه في العلاج عند مرضه ويلقى به في الشارع

بدأت كارثة التأمين الصحي على يد الرئيس نيكسون من خلال شركة فايزر حيث كانت تقدم الخدمة بأقل جودة وبأعلى سعر فتركت 37 مليون امريكي مرضى بأمراض خطيرة مميتة دون أى تغطية وتوالت الكوارث في كل الشركات بما فيها ميديكر التي يعمل فيها محاموها بنشاط أكثر مما يعمل أطباؤها

وفي بداية حكم الرئيس كلينتون قامت زوجته هيلارى بفضح الحكومة السابقة التي رفضت مساهمة الحكومة بأى دور بدعوى أن ذلك يكون شيوعية طبية حيث طالب أغنياء أمريكا وشركاتها العلاجية والرئيس ريجان بان تبتعد الحكومة وتترك المواطنين والمرضى فريسة لشركات التأمين الصحي التي تحقق الثروات الهائلة لهؤلاء الاغنياء وليذهب باقي الشعب الي الجحيم

هذا الكلام ليس من عندنا فيكفي أن تعرف أن امريكا بجلالة قدرها تأتي في المرتبة 37 بين دول العالم فيما يتعلق بنظام تأمينها الصحي متساوية في ذلك مع سلوفانيا ؟

انزعج مليونيرات امريكا من هجوم هيلارى عليهم وفضحهم فجمعوا عشرين مليون دولار وعملوا تماثيل لهيلاري وأرسلوا صبيانهم لحرقها في الشوارع وهاجموها في الاعلام لخداع الناس وحتى تظل هذه الشركات المستغلة تمص دماء الناس

شركات الادوية والتأمين الصحي ديناصورات تلجأ الي كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والعنيفة للمحافظة على مكاسبها ودخول اسواق جديدة ( أبقار جدد في دول متخلفة أو بها نظم ” متجاوبة ” ) وبصدد ذلك فإن لهم في الكونجرس أعضاء ملاكي ينفقون على حملاتهم الانتخابية وأحد فضائحهم مبلغ هدية 891.208 الف دولار للرئيس بوش ومبالغ أخرى لغيره من المسئولين وتم تمرير قانون لأدوية المسنين تجنى منه الشركات 800 مليون دولار وفي مقدمتهم شركتى ” ميرك ” و ” ليللي ” حيث قاد حملة الموافقة على هذا القانون السناتور بيلس توزن عضو الكونجرس الذي عين بعد ذلك مديرا لشركة ادوية بمرتب 2 مليون دولار

دفعهم المسنون من جيوبهم بسبب هذا القانون ، 200 دولار لكل شخص سنويا

دفع هذا النظام ” القدوة ” الكثيرات من الامريكيات الي السفر الي كندا والزواج من رجال كنديين فقط لمجرد الحصول على كارنيه تأمين صحي وبلغت عدم ثقة المواطنين الكنديين أنهم يقومون بعمل تأمين صحي يغطيهم اثناء سفرهم الي امريكا حتى لو كانت مدة الرحلة ساعتين فقط

ان الدول المحترمة تقدم لمواطنيها نظما للتأمين الصحي تحمي مواطنيها وتحفظ لهم حقوقهم في الحصول على تغطية تأمين صحي على أعلى مستوى وبأقل سعر.. إن أشهر مواطن في كندا اسمة ” تومي دوجلاس ” تفوق شهرته رئيس الدولة وكل مواطنيها لسبب وحيد أنه هو الذي قدم لبلده نظام التأمين الصحي الرائع الذي يتمتع به الكنديون حتى الآن ويقدمون الشكر يوميا لأشهر رجل في تاريخ كندا .. يكفي ان النظام الذي وضعه يعطي الحق لأى مواطن مريض أن يلجأ لأى طبيب وأى مستشفى لتعالجه دون أن يكون لكائن من كان الحق في حجب هذه الخدمة عنه ويقوم النظام بمراقبة تنفيذ ذلك بكل دقة

تطبق انجلترا نظام التأمين الصحي منذ الحرب العالمية الثانية وبالتحديد عام 1948 ولم يترك قط لشركات القطاع الخاص لتنهبه

في انجلترا كان مريض التأمين الصحي يدفع مبلغ وقدره 6.65 جنية ثمنا للدواء الذي يصرف له أيا كانت قيمة هذا الدواء فإذا كان ثمنة عشرة جنيهات أو الف جنيه فهو لا يدفع سوى المبلغ الثابت الذي لا يتجاوز 6.65 بينما يصرف له مع الروشته اجر المواصلات التي استخدمها للحضور للمستشفى اذا ” قال ” انه لا يستطيع دفعها

في فرنسا تدفع هيئة التأمين الصحي مرتب المرأه العاملة الحامل كاملا لمدة الستة أشهر السابقة للولادة وبعد الولادة تزور السيدة الحامل مندوبة من التأمين الصحي مرتين في الاسبوع لمدة 4 ساعات في المرة تقدم الرعاية للمولود وأمه

أما في أمريكا فإنهم يلقون بالمريض الذي انتهي رصيده في الشارع ( يضعونه في سيارة اجرة ويعطون السائق عنوان قريبا فيتركه هناك وقد تم اثبات الكثير من هذه الحالات غير الانسانية (

د . محمد شرف

رئيس مجلس ادارة المؤسسة العلاجية الاسبق

اترك تعليقاً