النظام الغذائي السلوكي للتخسيس

لعل أكثر النظم الغذائية التي يهتم بها البشر ويسألون عنها بالذات وعلى الدوام هوالنظام الغذائي الخاص بإنقاص الوزن وعلاج السمنة أو الوقاية منها ، خاصة وأن هذا الخلل الصحي قد انتشر واستشرى مؤخرا بسبب أسلوب الحياة العصرية التي رتبت كل متطلبات الإنسان عند مجرد الضغط على الزراير وحرمته من الحركة والعمل اليدوي والجهد العضلي وفرضت عليه أغذية سريعة يأكلها وهو يجري لاهثا ليلاحق أعماله ويباشر أنشطته . واصبح معروفا للكافة آن زيادة الوزن لا يقف ضررها عند مجرد الشكل المعيب وانما والأخطرمن ذلك هو ما تسببه من مضاعفات وامراض خطيرة للقلب والشرايين والكبد والمفاصل بحيث تعرض حياه صاحبها للخطر .. الخ

وتبارت المدارس العلمية في وصفات الحمية المختلفة لإنقاص الوزن وامتلأت بها الكتب والمجلات والصحف اليومية في كافة أرجاء المعمورة , الآمر الذي نشاء عنه للأسف الشديد ارتباكا في المفاهيم نتج عنه مضاعفات صحية خطيرة . ورغم انه من المعروف آن التخصص المعنى بهذا الأمر هو الطبيب المتخصص في علم التغذية الإكلينيكية الا انه اختلط على العامة الفرق بين علم الأغذية وعلم التغذية رغم الفرق الواضح بينهما فالأول يعنى بالغذاء وكيفية إنتاجه وتخزينه وتعليبه واعداده بالطرق الصناعية والطبيعية الصحية والثاني يعنى بعلاقة الغذاء بصحة الإنسان وبأثر كل عنصر من العناصر على الجسم في الصحة والمرض زيادة أو نقصاً .

واتفق اغلب العلماء على أن انجح ” وسيلة  ” للعلاج هي الوسيلة التي يمكننا بها تعديل سلوك الإنسان من حيث إقباله أو عزوفة عن أنواع معينة من الأغذية واعادة برمجة شهيته ليقبل عما يفيده وينتعد عما يضره ، وبذلك اصبح الدور الرئيسي في يد أطباء النفس والسلوك مع أطباء التغذية الإكلينيكية اكثر منه بين أيدي المعالجين الطبيعيين.

وان كان لهم دور هام لتحديد النشاط الحركي لكل مريض طبقا لما يناسب إمكانيات وطاقات عضلاته ومفاصله ومدى لياقة قلبه ورئتيه وشرايينه وهو ما يقرره الطبيب.

فمثلا إذا كنا سوف ننصح المريض ، بالابتعاد عن الحلوى فيجب أيضا أن لا تصرح له بأقراص السكارين للتحلية ، رغم خلوها من السعرات الحرارية ، لان الهدف هو أبعاده عن الطعم الحلو تدريجيا حتى ينساه بل ويستاء إذا قدم له . ومع استمرار هذا العلاج بالنظام الغذائي السلوكي فان المريض سوف يصل إلى المرحلة التي يشعر فيها ” بعدم الرغبة ” – وليس ” الامتناع “عن تناول قائمة الأغذية عالية السعرات التي تسبب له السمنة كما سيشعر بالألفة والإقبال على قائمة أخري من المأكولات يستطيع أن يعيش باقية عمره يتعود عليها ويكون فيها شفائه غير المنكوس بأذن الله.

وينصح العلماء بان تذهب للطعام قبل الموعد الذي تعودت عليه بساعة ، أي تقبل على الطعام قبل أن يدق ناقوس الجوع في موعده المعتاد فيكون إقبالك على الطعام وكأنك تآكل وأنت شبعان وعندئذ سيمكنك التحكم في شهيتك والاكتفاء بما يحتاجه جسمك ، ويطلق العلماء لقب السموم البيضاء على الدقيق والسكر والملح تشبيها لهم بدرجة خطورة وسمية المخدرات البيضاء ويوكدون على ان السكر والملح الموجود داخل الخضراوات والفاكهة وبقية المأكولات والقمح الطبيعية تكفى احتياجات الجسم الطبيعية حيث لم يخلق الله الملح أو السكر أو الدقيق على هيئتها  الحالية وعاش بدونهم البشر ملايين السنين في أتم صحة وعافية ولياقة.

 

اترك تعليقاً