!و لكم فى الكرة الحمراء عبرة

!الدم يستقيل ولا يقال

..أنت عبارة عن شجرة شرايينك

مليارات كرات الدم الحمراء تعوم فى بحر من سائل اسمه البلازما تجوب كافة أنحاء جسمك حاملة الحياة الى كل خلية من ترليونات الخلايا التى يتكون منها كل أعضائك ، فتحمل اليها الغذاء و الأكسوجين و تساعدها على التخلص من العوادم و ثانى أكسيد الكربون لتستمر تنعم بالحياة فى سهولة و يسر و سعادة

كل كرة من هذه الكرات لها شخصية مستقلة ، فالشعب الصينى مثلا تعداده أكثر من مليار و ربع و لكن لكل فرد منه هوية مستقلة مثبتة فى بطاقته الشخصية ، و كذلك كرات الدم الحمراء..و هناك مصانع فى جسمك تنتجها طوال فترة حياتك فهى لا تعيش سوى مائة يوم فقط تشيخ بعدها و تحال الى الاستيداع و تنتج المصانع جيلا غيرها من شباب كرات الدم القادرة على حمل الأمانة فتستمر الحياة

و كرات الدم الحمراء لا تتشبث بكراسيها و انما تترك المنصب عن طيب خاطر طالما جاء اليوم المحتوم و انقضت المائة يوم فتستسلم لخلايا عملاقة تتجول فى الأوعية الدموية اسمها الخلايا الكانسة تقوم بالتهامها و هضمها و تخليص الجسم منها ليعمل الجيل الجديد دون تدخل أو معاناة من أحقاد جيل شاخ و انتهت قدراته

و لكن ، كيف تتعرف الخلايا الكانسة على الخلايا التى بلغ عمرها المائة يوم و تميزها عن غيرها والجميع من مختلف الأعمار يجرى فى الشرايين جنبا الى جنب؟

تعجب أن تعلم انها كرة الدم الحمراء نفسها هى التى تعلن عن نفسها ، فلا تتصابى أو تصبغ أو تتجمل وانما تعلن بكل الشجاعة: ” لقد بلغت سن المعاش و بلغ بى العمر المائة يوم و انى لجاهزة لقدرى و مستعدة لمصيرى

تعلن ذلك عن طريق صبغة تتكون على سطحها الخارجى و يستغرق اكتمالها لتظهر فتراها الخلايا الكانسة مائة يوم فترفع راية على سطحها من هذه الصبغة لتمضى الى قدرها مشكورة عما قامت به و تسلم الأمانة للشباب معترفة بقدرتهم و كفاءتهم

هذه هى سنة الحياة و درسها لمن يشيخون و تتيبس أيديهم على كراسيهم حتى لو هلك الجميع

و فى أنفسهم أفلا يعقلون

اترك تعليقاً