اضرار ادوية التخسيس

اضرار ادوية التخسيس

يلجأ الكثيرون من اجل انقاص اوزانهم الى استعمال ادوية يطلق عليها ادوية التخسيس، مع ان الحل في ايديهم اذ يستطيعون عن طريق تقليل كميات الطعام التي يتناولونها ان يصلوا الى هذا الهدف دون عناء.. ولكنها النفس الانسانية الامارة بالسوء، التي تلتهم ما تشاء من تشاء من الاطعمة، ولا تجد سبيلا الا ادوية التخسيس للحد من شهيتها، والوقوف في وجه سيل الاطعمة،  وهي تأخذ طريقها الى الفم والمعدة والامعاء.

ولكن هل هذا هو طريق سليم؟ وهل هذه الادوية تكفل تحقيق الغرض المنشود، وتحقق الصحة والسلامة لكل من يستعملها؟ اننا نشك في ذلك مائة في المائة، والدليل العلمي الواضح هو الذي يسند رأينا فالادوية التي تعمل على فقدان الشهية، ولا داعي لحصرها وذكر تسمائها فهي متداولة ومعروفة، وهي اشبه بمنبه قوي للجهاز العصبي، ولكنها تسبب الارق وتعمل على اضطراب السلوك وسرعة دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم فضلا عن التعود عليها. ثم ادمانها، الامر الذي يصعب التخلص منه الا بمجهود شاق. لذلك فانني اقول بكل صراحة ان هذه الادوية ضارة، وضارة جدا، من اجل الوصول الى قوام رشيق، والحد من الوزن الثقيل.. ان لها مضاعفات نحن في غنى عنها.. ومن هنا فان الافضل منها والاسلم أن يلجأ الشخص، رجلا كان او امرأة، الى النظام الغذائي او للرجيم، فانه الاضمن، والاسلم، بشرط ان يكون تحت اشراف طبيب اخصائي، وبتوجيه واضح منه.

ونفس الكلام ينطبق ايضا على المواد غير القابلة للهضم، التي يتناولها الشخص للحد من انطلاق شهيته، صحيح انه لا ضرر منها وليست لها آثار جانبية، لكن لا داعي لاستعمالها اذا توافرت الادارة على الاقلال من لاطعام، وزيادة لاحركة والنشاط. اما الادوية المدرة للبول كوسيلة للحصول الى التخسيس، فان كثرة استعمالها تؤدي الى الاصابة بمرض السكر. كما تعرض الشخص لنوبات حادة من النقرس، وتسبب له نقصا خطيرا في البوتاسيوم. ويبقى استعمال المسهلات بغرض التخسيس ايضا، ولا جدوى منها اطلاقا، بالاضافة الى انها قد تسبب تقلص القولون، ونقص البوتاسيوم، وانخفاض ضغط الدم وهبوط الجسم العام.. ثم هرمون لاغدة الدرقية الذي يجب ان يقتصر استعماله على حالة واحدة هي البدانة المصحوبة بنقص افراز هذه الغدة، فانه في غير هذه الحالة ضار بلاقلب والاوعية.

اما البدانة التي قد يكون سببها نفسيا، فلا يفيد في معالجتها سوى شيء واحد: الرجيم الغذائي، بعيدا عن ادوية التخسيس، بل وبعيدا حتى عن الحمامات التركية والتدليك، فهي ان سببت نقصا في الوزن، فانه يكون مؤقتا، اذ سرعان ما يستعيض الجسم عن السوائل المفقودة بوسائله الاخرى الخارجية.

الادوية المهدئة والمزمنة

يساء اليوم استعمال الكثير من الادوية المشروع منها –وغير المشروع- والذي يهمنا هنا هو استعمال العقاقير التي لها تأثيرات فعالة على المخ، لان تعاطي هذه الادوية، وقد انتشر استعمالها الآن بدرجة كبيرة، تهيء للمريض انها تساعد على شفاء الحالات النفسية من زيادة في درجة اليقظة وزيادة القدرة على التفكير، وعلى افتراض ان هذه العقاقير لها فاعلية كبيرة لعلاج الكثير من الامراض وانها ساعدت شفاء الكثيرين من المرض الا ان سوء استعمال هذه الادوية بأخذ جرعات كبيرة بقصد زيادة تأثيرها وتعاطيها لمدد طويلة بدون ملاحظة طبية او تعاطيها بدون استشارة طبية كوسيلة للاسترخاء او لازالة الشعور بالتعب، او للاعتقد الخاطئ بانها تزيد من القوة الجنسية، ربما يؤدي ذلك الى نتائج ومضاعفات خطيرة.

والمعروف منذ قدم التاريخ الى يومنا هذا ان كل مادة لها تأثير فعال على الحالة النفسية سواء بالتنبه او التهبيط تكون دائما مصحوبة بسعادة وبرغبة ملحة لتعاطيها باستمرار، وهذا معروف علميا في وقتنا هذا بالتعود على اخذ الدواء بحيث يكون الانسان معتمدا نفسيا على تكرار تعاطيه وربما يحتاج الى زيادة في كميات العقار للحصول على نفس التأثير الناتج من جرعات سابقة، واذا امتنع عن تعاطيه فيشعر بهبوط في الروح المعنوية، مع شعور بعدم الامان والضياع وعدم الرغبة في فعل اي شيء سواء ايجابيا او سلبيا ومع هبوط في معدل الذكاء، واختلال في الحكم على الاشياء واقي الوظائف العقلية.

ومعظم هذه الادوية بتكرار استعمالها تنتهى دائما الى نوع آخر من المضاعفات الجسيمة اشد خطورة من “التعود” وهو المعروف علميا “بالادمان” وهو الحالة التي تصبح بعدها حياة الانسان ووظائفه العضوية معتمدة اعتمادا كليا على تعاطي هذا الدواء مع تغيرات جسيمة في الشخصية. وفي هذه الحالة يصبح المريض في حالة سيئة للغاية، واذا حاول التوقف عن تناول هذه الادوية فانه يعاني من مضاعفات خطيرة منها آلام شديدة مصحوبة بتقلصات في العضلات اللااردية، واسهال شديد وعرق، وهبوط عام مصحوب باضطرابات نفسية وعصبية شديدة، وربما انتهى امره الى الوفاة. وهذه هي حكمه وضع تشريع يقضي بوجوب ارسال المدمنين على تعاطي المخدرات اولا الى المستشفى لعلاجهم من الادمان قبل اعتقالهم، وذلك لمنع حدوث هذه المضاعفات المرضية الخطيرة.

وهذه المضاعفات المرضية الخطيرة التي ذكرتها لا تعني اننا لا نتناول هذه العقاقير اذا لزم الامر، فما دام الانسان يعاني من مرض معين وان هذا المرض يستلزم استعمال عقار من هذه العقاقير فيجب استعمال الدواء بالقدر اللازم وتحت اشراف طبي دقيق. ولكي تكون اكثر دقة سنستعرض معا بعض هذه الادوية ودواعي استعمالها ونوضح خطورة والاعراض غير المستحبة التي تنتج عن سوء استعمالها.

الادوية المنشطة

وهي تضم الادوية التي تستعمل لزيادة القدرة العقلية ومضاعفة المجهود في الرياضة ومقاومة التعب، وتقليل الشهية، حيث انها تقلل من الشعور بالتعب والحاجة الى النوم والشعور بالجوع.

ومعظم هذه العقاقير من مشتقات “الفنيل ميثيل امين” وكثرة استعمالها بجرعات كبيرة تؤدي الى ارق وعصبية وانفعالات نفسية شديدة مع رعشة بالاطراف. وقد ينتج عند التوقف عن تناول مثل هذه العقاقير هبوط في الدورة الدموية وهبوط ايضا في ضغط الدم ونوبات نوم طويلة. وهذه العقاقير المنبهة سهلة الاستعمال وسهل الحصول عليها لانها غير مدرجة في كشوف المخدرات.

وتوجد عقاقير اخرى منشطة للمخ وتستخدم لعلاج الاكتئاب النفسي مثل الادوية التي تؤثر على الغدة التينموسية كمشتقات دايها بيد ودايبتتزازيين وكذلك الادوية التي تمنع تكسير انزيم بالجسم مثل مشتقات الهيدلازين.. وهذا العقار الاخير يجب استعماله بحذر شديد مع استشارة الطبيب المعالج.

 

عقاقير الهلوسة

الادوية التي تحدث حالات نفسية او هلوسة، مثل المسكالين والمادة الفعالة في الحشيش التي شاع تعاطيها اخيرا في اوساط الشباب في جميع انحاء العالم، وخطورة هذه المستحضرات يرجع الى انها تسبب للانسان هلوسة مرئية، فكما في الاحلام يختفي الشعور بالزمان والمكان، مع الاحتفاظ بالوعي مع تغييرات بالشخصية.

اقراص السعادة

وهناك الادوية المهبطة لبعض مراكز المخ، وهي تشمل:

المهدئات: وهي تعرف “بافراص السعادة” لانها تهدىء من حالات الخوف والعصبية وينتج عن ذلك تأثير مهدىء قد يقود الى النوم، مثل مشتقات “البنزوديازيبن” و”المبيروبامات” و”الفينوثيازين”. فهذه العقاقير تقلل بدرجات متفاوتة درجة التنبيه والقدرة على رد فعل التأثير الخارجي، وفي احيان اخرى ينتج عنها الشعور بالتعب والخمول وتؤثر على قوة الادراك والتصرف، وتسبب كذلك حالة اللامبالاة والضعف في النشاط العقلي والحركي والجنسي.

المنومات: مثل مشتقات الباربيتيورات التي تستعمل اولا لعلاج الارق، ثم يتعود عليها المريض بعد ذلك فلا يمكنه النوم الا بتعاطيها وبجرعات كبيرة، ويكون استعمالها مصحوبا في الصباح بشعور الخمول ودوار مع ضعف في قوة الادراك والقدرة على رد فعل التثير.

ويجب ملاحظة ان هذه المهبطات وهي تشمل المهدئات والمنومات تؤدي الى الادمان على تعاطيها اذا ما استعملها المريض مدة طويلة تصل احيانا الى عام كامل.

وقد ثبت اخيرا ان الادمان على هذه المهبطات ربما يكون اشد وأكثر خطورة من الادمان على الافيون ومشتقاته وطبقا للبحوث التي اجريت لاكتشاف اسباب كثرة حوادث السيارات في المانيا وجد ان 12% من مجموع هذه الحوادث ترجع اساسا الى تعاطي هذه العقاقير بجرعات كبيرة.

كذلك اتضح ايضا ان هناك ارتباطا وثيقا بين تعاطي هذه العقاقير وتشوهات الاجنة اذا استعملت اثناء الحمل او الرضاعة.

وفي النهاية يجب الاشارة الى ان جميع هذه الادوية علاوة على تأثيراتها على الجهاز العصبي المركزى لها تأثيرات غير مستحبة او ضارة على الاجهزة العضوية الاخرى مثل الدورة الدموية والقلب والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي والقدرة الجنسية او الاعصاب الحية الخاصة مثل اعصاب العين.

وفي الواقع ان كل مادة لها تأثير فعال على الحالة النفسية سواء بالتنبيه او التهبيط يمكن ادراجها ضمن هذه العقاقير السابق ذكرها مثل الكحول والمكيفات والقهوة والشاي والكولا والدخان.

 

اترك تعليقاً