العلاج بالنباتات الطبية

نبات الكرات

أكد الابحاث التى اجريت حول نبات “الكراث” انه معروف ومستخدم منذ القدم فقد كان له مكان الصدارة والشرف فى مزارع الفراعنة المصريين القدماء واصبح جزءا من طعامهم اليومى.

وقد تبين ايضا ان الامبراطور الرومانى نيرون كان يقدر تقديرا خاصا هذا النبات لانه تيقن من ان له تأثيرا طبيا على الحنجرة.

واثبتت الابحاث ان نبات الكراث غنى بالزيوت الاثيرية وبالاملاح المعدنية ولذا فان تناوله بساعد على سيولة الدم فى الشرايين وعلى ازالة الاحماض من البول وهذا النبات مدر للبول، وبالتالى يؤثر تأثيرا خاصا على الامعاء والكليتين بسبب الكمية الكبيرة من اليلولوز التى يحتوى عليها هذا النبات والتى تقوم بمهمة تجميع الفضلات العضوية وتسهيل عملية التخلص منها.

والكراث ايضا يساعد على تخفيف آثار الالتهابات الناجمة عن لدغ الحشرات وبعد اضافة اللبن الى عصير الكراث يستخدم لازالة احمرار الوجه والطفح الجلدى كما ان استنشاق بخار ماء الكراث المغلى يساعد على تخفيف التهاب اللوزتين.

وتستخدم ايضا اوراق نبات الكراث المنقوعة فى الخل لمدة اربع وعشرين ساعة فى ازالة الكاللو والاماكن المتخشنة بالجلد وذلك بوضع هذه الاوراق عليها لمدة ثمانى ساعات على الاقل.

ومازالت الابحاث فى طريقها لاكتشاف العديد من فوائد نبات الكراث.

البصل

البصل من أقدم النباتات المعروفة. وقد قال المؤرخ هيرودوت “أن الفراعنة عرفوا البصل منذ أقدم الأزمنة وكان يعطى مع العدس لبناة الأهرام، وقد شوهدت فى المقابر القديمة رسوم باقات منه ووجد فى يد مومياء وعثر على مقدار منه فى جبانة هوارة. وقد ذكر فى بعض البرديات الطبية فتوجد وصفة مرهم فى بردية هيرت لعلاج نوع من الروماتيزم يتكون من الشحم ورواسب الخمور والبصل وغيرها. وكان يدخل ضمن مواد التحنيط ويستخدم فى علاج الكحة وتنشيط القلب وادرار البول ومنبها للشهية.

ويحتل البصل مكانة تفوق سائر النباتات والخضروات نظرا لفوائده العديدة، وهو ذو شهرة كبيرة كمدر للبول، فكان ديسقوريدس ينصح بأكمله مطبوخا لادرار البول كما أن بلينى اعتبر عصير البصل أفضل دواء وكذلك الأطباء العرب، هذا بجانب استعمالاته العديدة فى الطب الشعبى فهو يستخدم من الظاهر كلبخة بعد تسخين شرائحه فوق الصدر لعلاج السعال الديكى والالتهاب الرئوى ويغطى به الأماكن المصابة بالجسم بالاضافة الى أنه يسرع فى تقيح الدمامل وشفائها.

ويستعمل عصير البصل لمعالجة الأورام ويدلك به جلد الرأس لمعالجة سقوط الشعر وتقوية بصيلات الشعر وكذلك يقطر عصير البصل فى العين لعلاج فقدان شفافية عدسة العين ولخلاصة الصل مفعول قاتل للجراثيم والميكروبات فى الفم والأمعاء وقد أثبتت التجارب العملية أن هذه الخلاصة تقضى على ميكروب الستافيلوكوكس وبذلك يمكن اعتبار الخلاصة كمضاد حيوى يفوق البنسلين- ولذلك يستعمله الروس لمقاومة أمراض البرد والأنفلونزا ويستعمل كعلاج مفيد فى حالات أمراض الكبد والاستسقاء وتورم  الساقين وبعض أمراض القلب وقد أثبت الروس بتجاربهم أنه فعلا يعالج تصلب الشرايين وضغط الدم والاضطرابات المعوية والذبحة الصدرية وتمكنوا من تركيب دواء من عصير البصل وثبت أنه علاج ناجح لأمراض الجهاز الهضمي والقلب.

وقد أكدت حديثا دراسة لأطباء القلب بانجلترا أن الغذاء المحتوى على البصل فى أية صورة من صوره سواء كان نيئا أم مسلوقا أم مقليا يساعد على الوقاية من جلطات الدم حيث أنه يزيد من سيولة الدم ويمنح ترسيب الكوليسترول ويمنح حدوث الجلطة، وهو يفيد فى علاج البروستاتا، وقد أقر بذلك الطبيب الفرنسى راموند. وتبين كذلك أن للبصل تأثيرا يشابه الأنسولين فى خفض نسبة السكر لاحتوائه على مادة الجلوكيثين، وقد أكد هذه الخاصية الباحث كوليب وجانو ولورين ونصحوا بتناول البصل يوميا لمرضى السكر. والبصل فاتح للشهية ويساعد على الهضم وطارد للغازات وملين مع تطهيره للأمعاء ويعتبر البصل مقويا جنسيا، وقد تبين علميا أن البصل يحتوى على مواد تشابه، الهرمون الذكرى  كالتستسترون وهرمون البتيوترين الذى يساعد على زيادة انقباضات الرحم.

والبصل من النباتات لبغذائية التى لا غنى عنها فهو يمد الجسم بالأحماض الأمينية والكبريت والانزيمات التى تساعد على عدم تكسير الأنسولين وتحافظ على فاعليته فى الجسم ويحتوى البصل على زيت طيار وسكريات وفيتامين (أ) و (ج) وكالسيوم وحمض فسفورى. وأكل البصل مساءا يساعد على النوم.

كل هذه الصفات تجعل البصل بمثابة غذاء أساسى لا يستغنى عنه ودواء متعدد الفوائد وبدون أعراض جانبية.

 

البقدونس:

البقدنوس نبات حولى موطنه الأصلى ساردينيا، وهو يزرع الآن فى جميع أنحاء العالم وهو من أكثر النباتات استخداما كتوابل فى حياتنا اليومية. كان الاغريق والرومان يستخدمونه بكثرة فى الغذاء كتوابل وكدواء. والعالم النباتى دودوين فى مصر النهضة سجل البقدونس كعلاج شعبى للصرع  وكذلك لعلاج الكحة، وأطباء العصور القديمة مثل جالينوس استعملوا جذور البقدونس كمدر للبول وعلاج لأمراض الكيتين وفاتح للشهية. ويستعمل عصير البقدونس فى حالة التهاب الكبد البسيطة.

أما بذوره فهى طاردة للغازات ومدرة للطمث ومقوية للمعدة، ومنقوع البذور يشرب صباحا كطارد للديدان. ومدرة للبول وتزيل الرمل والحصى من الكلى. والنبات الكامل يحتوى على جليكوزيد الأبيين وعلى زيت طيار به مادة الأبيول التى فصلت من النبات عام 1849، واليها يعزى تأثير النبات كمدر للطمث وخافض للحراة. ويؤخذ البقدونس لعلاج آلام وعدم انتظام الطمث. وأثبتت التجارب العلمية أن أوراق البقدونس غذاء ممتاز حيث أنها غنية جدا بالفيتامينات ومن أهمها فيتامين (ج) والأملاح المعدنية أهمها الكالسيوم والحديد والفسفور والكبريت واليود وبذلك يمكن اعتبار البقدونس غذاء ودواء، فهو مقو ويساعد على علاج فقر الدم ويجدد الخلايا والقوى العضلية والعصبية، ويعتبر بحق أغلى هدية تقدمها الطبيعة للانسان.

ويصنع من أوراقه لبخة توضع على ثدى المرضع لعلاج التهاب وتصلب النهدين، ويشرب منقوع الجذور كفاتح للشهية ومدر، وشاى البذور كطارد للغازات وينفع أيضا لعلاج الوجه من البثور والحبوب.

وتستعمل أوراق البقدنوس مع السلطات وبعض الأغذية كتوابل ولكن فوائده الطبية عديدة.

البلح

قيمة البلح الغذائية ترجع الى انه يحتوى على السكريات والبروتين والدهن والأملاح المعدنية وأهما الحديد والكالسيوم والفيتامين وخاصة ب1، ب2، وج فضلا عن ذلك فهى سهلة الهضم. وحوالى خمسون جراما منه تغلى فى لتر ماء يستعمل لطرد البلغم.

ونخلة البح لها مكانة مباركة فى كل الأديان فكان اليهود يستبشرون بها، وأما المسيحيون فلها عندهم مكانة مكرمة حيث ولد المسيح عليه السلام تحتها وجاء البلح مذكورا فى القرآن الكريم فى سورة مريم (وهزى اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى واشربى وقرى عينا).

وعن البلح وردت عدة أحاديث نبوية يشيد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بفوائده حتى أنه كان عليه الصلاة والسلام يفطر بالتمر فى رمضان، ولقد أثبتت الأبحاث الحديثة صحة هذه السنة لاحتواء البلح على السكريات التى تعطى الانسان الطاقة لسهولة احتراقها بعد يوم كامل من الصيام، ولذلك تعتبر وجبة أساسية كاملة لسكان بعض الواحات. وقد أثبتت بعض الأبحاث أن البلح منبه لحركة الرحم وزيادة قوة انقباضاته فى حيوانات التجارب المتقدمة الحمل، أما عند بدء الحمل فقد قوى البلح العضلات الرحمية مما يجعله مساعدا للوضع وقد فصل منها أيضا مواد استيرودية وتمفصل مادة لها تأثير هرمونى انثوى من نوى البلح هو ايسترون وكذلك من ساق النخيل. ويدخل البلح فى تركيب بعض المستحضرات الملينة ولتنظيم البول. والبلح الأخضر الغير ناضج يعتبر مقويا جنسيا وأما النوى فيعمل منه لبخة لعلاج التهاب الأعضاء الجنسية.

والبلح الجاف (تمر) يحتوى على درجة كبيرة نسبيا من السكريات والعجوة وهى التى تصنع من البلح قيمتها الغذائية أيضا كبيرة.

والبلح والتمر والعجوة غذاء شعبى كامل لما يتضح من قيمته الغذائية العالية وعلاج ناجح لكثير من الأمراض والعلل.

هذا علاوة على أنه تم حديثا فصل مادة داى ميثوكسيتلوين من الزيت الطيار لطلع النخل وقد وجد أن المادة والزيت الطيار لهما تأثير مضاد للبكتريا ومضاد للفطريات ومهدئ للأعصاب.

 

البن:

البن شجيرة دائما خضراء ومما لا شك فيه أن موطنها أثيوبيا وأفريقيا حيث يوجد شجيرات برية حول بحيرة تانا بأثيوبيا وكذلك فى أنجولا والكاميرون وساحل العاج.

وأزهار البن بيضاء ولها رائحة الياسمين، وتحتوى ثمرة البن الحمراء على بذرتين لهما رائحة عطرية ومن البذور تعد القهوة.

وقد وصف هومر فى الأدوية البن وقال انه يذهب الحزن ويحكى أن أحد الكهنة اليمنيين اعتاد أن يرعى الماعز فى وديان مجاورة ولاحظ ظاهرة غريبة فى هذا الماعز تأكل من شجيرة صغيرة تجذبها ألوان ثمارها وقد أكل الكاهن من هذه الثمار فوجد نفسه فى حالة انشراح ونشاط وأرق وقد جرب كل رجال الدير منقوع هذه الثمار حتى تساعدهم على السهر والعبادة، وهكذا دخلت القهوة التاريخ. وبدأ استعمالها ينتشر فى البلاد العربية حتى غزت أوروبا حوالى عام 1615 عن طريق فينسيا، وأدخل شرب القهوة فى فرنسا سليمان أغا سفير السلطان محمد الرابع فى عهد الملك لويس الرابع عشر، ومنذ هذا اليوم أصبحت القهوة أحدث مشروب حيث كان الملك يشربها قبل ذلك فى دير من أديرة الراهبات لأول مرة فى حياته ثم قدمها بعد ذلك لضيوفه. وتاريخيا اعتبرت القهوة المشروب المفضل عند الكثير من المفكرين الغربيين مثل فولتير وبلزاك وكان يعزى اليها قوتهم الفكرية والتخلص من الاجهاد والنشاط.

وفى مصر صدرت أوامر شرعية بتحريم شربها، اذ كان تقدم فى أوان كبيرة وتوضع وسط حلقة الذكر ويشربون منها ليستطيعوا الاستمرار فى الذكر أياما.

وقد ذكر فى تذكرة داود أن شرب القهوة ينفع من الجدرى والحصبة ويولد البواسير والقهوة لها تأثير منشط للذاكرة وهى منبهة للقلب والكلى، وتساعد على ادرار البول. والبن يحتوى على الكافيين وثيوبرين، وليس للقهوة فوائد غذائية ولكن قيمتها طبية فمادة الكافيين مادة طبية هامة مما جعل للقهوة فوائد طبية، كذلك تحتوى القهوة على بعض الزيت ومواد كيماوية مثل التانين تعطى للقهوة نكهتها، والقهوة تساعد على تقوية الدورة الدموية والقلب وتساعد على تنبيه الجهاز العصبى والدورة التنفسية، ونظرا لتأثيرها على الدورة الدموية فانها تعطى فى حالات ضغط الدم المنخفض وهبوط القلب. والقهوة غنية بأملاح البوتاسيوم واليه يرجع تأثيرها كمدرا للبول. وهى هاضمة اذا شربت بعد الطعام ولكن لا ينصح بشربها فى بعض حالات أمراض القلب وضغط الدم المرتفع والأوراق وأمراض الكبد.

وتعطى القهوة فى علاج التسمم بالمخدرات مثل الحشيش تعطى القهوة بعد القئ أو غسيل المعدة، وفى حالات انهيار الأعصاب والهبوط العام.

 

الجرجير:

الجرجير نبات يزرع فى حوض البحر الأبيض المتوسط وهو فى الغالب ليس موطنه الأصلى، وهو نبات يحتوى على مادة خردلية مثل بذور الخردل وهو من نفس العائلة النباتية، وعرف العرب فوائده فهو بالاضافة الى أنه فاتح للشهية ويؤكل طازجا الا أن فوائده الطبية عديدة فبذوره وأوراقه وعصيره مقويات جنسية وهذه الصفة العلاجية وصفها كل من ديسفوزيدس وبلينى وهو يدر البول ويساعد على الهضم وملين ويساعد على افراز الصفراء وسرعة الهضم، وأوراقه تعالج الاسقربوط ومنشطة.

ويتسعمل كعلاج لتساقط الشعر بأن يمزج مقدار من عصير الجرجير مع كحول وتدلك به جلد الرأٍ يوميا لمدة شهر والجرجير يحتوى على مواد كبريتية منها جليكوابرين وقد فصلت من العشب والبذور وهذه المواد هى التى تعطى الجرجير طعمه الحريف وتحتوى أيضا على سكريات وأحماض دهنية وستيرولات وبالاضافة الى جليكوزيدات فلافونية (ايزر رامنتين ومشتقاته).

والقيمة الغذائية للجرجير  ترجع لوجود السكريات والبروتين وفيتامين ج والحديد واليود والكبريت.

 

الرمان:

الرمان شجرة قديمة العهد جدا، غرسها قدماء المصريين فى الحدائق، وقد يكون موطنها الأصلى أفريقيا والهند فالأساطير الهندية تقول ان بوذا هو الذى خلقها لتواسيه فى أحزانه، ومع ذلك فشجرة الرمان ذكرت فى كتابات العرب والاغريق والعبرانيين الأولين. وأول من استخدم الرمان فى العلاج هو قدماء المصريين كطارد للديدان واسمه باللغة المصرية القديمة “رمن” و “انهمن” و “آرهمانى” وقد ورد فى بردية “ايبرس” الطبى أن عصيره ومغلى قشوره الجافة تستخدم للاسهال وقتل الدودة الوحيدة. وأن قشره يستخدم فى علاج الجرب والجدرى وطرد الديدان. ويستخرج من عصيره شراب مرطب.

وأقدم رسم لشجرة الرمان وجد فى مقبرة بتل العمارتة من عهد امنحتب الرابع، وقد استعمل قربانا للموتى، وكان قلف جذور الرمان يستخدم كدواء طارد للديدان من الهندوس والاغريق فى زمن ديستوريدس.

وكتب فى مفردات ابن البيطار انه اذا حرق قشر الرمان وخلط بالعسل ويطلى به آثار الجدرى وغيرها يزيلها. وأما الرازى فأشار الى أنه اذا سحق قشر الرمان ولعق وبعده شرب ماء ساخن فانه يخرج الدود من الجسم، وأضاف ابن سينا بأن حب الرمان يعالج الجروح الخبيثة وحب الرمان مع العسل يسكن آلام الأذنين ويدر البول ويقوى المعدة. ويباع مسحوق قشر الرمان الجاف فى أسواق الرباط لعلاج الاسهال وايقاف النزيف الدموى ولتنظيف الأسنان.

وفى مصر تقوم النساء باستخدام مغلى مسحوق الرمان لعمل عجينة من الحنا كصبغة للشعر. وفى سومطرة يستخدمون قشر الجذور للاجهاض، وقد ذكر درانجدورف العالم الألمانى ان قشر الجذور يدر الطمث، وثمار الرمان تحتوى على مادة التانين وكذلك أوراقه وبراعمه وقد استخدمت الأوراق والبراعم فى الدباغة، وقلف الجذور والسيقان يحتوى على كميات كبيرة من التانين وكذلك قلونيات، وقد فصل من الرمان والجذور والسيقان وقشر الثمار عدد من القلونيات منها البلليتيرين والبسود وبللبتيرين والميثيل بلليتيرين ويعتبر البلليتيرين المادة الفعالة التى لها خاصية طرد الديدان.

وقد وجد بالتجربة العملية أن خلاصة الرمان تعطى تأثيرا كالمضادات الحيوية، وبذلك أثبت استعمال مواطنى جزر الهاواى باستخدام الثمار وقشورها كقاتلة للبكتريا وعصير الثمار يحتوى على سكريات منها الجلوكوز وحمض الستريك والبوريك والأسكوربيك والفيتامينات. ويعتبر الرمان من الفواكه ذات الفائدة العظيمة ولا أدل على ذلك من ذكره فى القرآن الكريم (فيهما فاكهة ونخل ورمان) (سورة الرحمن).

 

الريحان:

الريحان نبات عطرى له عدة أسماء مثل الريحان الحلو والحشيشة الملكية أو ريحان سليمان وذكر فى تذكرة داوود أن سبب الاسم الأخير أن الجن جاءت به الى سليمان. وهناك نوع آخر من الريحان يسمى الريحان الكافورى.

 والريحان نبات لا يتحمل البرودة ولذلك تنتشر زراعته فى الهند وحوض البحر الأبيض المتوسط وبعض البلاد الحارة.

والريحان الحلو يسمى بالهيروغليفية “ست” أو “شامو” وأهم مكونات الريحان الحلو والريحان الكافورى هى زيت طيار وتختلف مكونات كل زيت منهما، فالريحان الحلو كان قدماء المصريين يستخدمون عصارة أوراقه فى علاج بعض أمراض الأذن كما يستخدم مغلى بذوره كمهدئ وضد حرقان البول وتلطيف ارتفاع درجة الحرارة وهو مدر للبول، وكان يستعمل مجففا فى البخور الفرعونى.

وفى الطب الشعبى تستعمل الأزهار كطاردة للغازات ومدرة للبول ومنشطة، أما الأوراق فيستخدم عصيرها لتطهير الأنف وبعض الامراض الجلدية وفى الفليبين كلصقة لعلاج الأورام الجلدية. والريحان الحلو يعالج الحمى والسعال ويطرد الديدان ويزيل بعض آلام المعدة وتستعمل النورات لعلاج سرطان المعدة باستخدامه كحمام دافئ، وضد الفطريات، ومغلى البذور لعلاج الدوسنتاريا والأمراض السرية والبواسير والاسهال المزمن، والزيت الطيار للريحان الحلو يستخلص من العشب الكامل الطازج وقت الازهار ويتكون من مادة أساسية كحولية هى اللينالول ومواد أخرى أهمها السينتيول واليوجينول.

ويرجع الى الزيت الطيار التأثير الطبى للنبات وهو نفس الصفات الدوائية التى تستخدم فى العلاج الشعبى. بالاضافة الى أنه زيت الرحيان الكافورى فله رائحة  الكافور القوية النفاذة وتختلف مكوناته عن الريحان الحلو، وأهم مكوناته هى مادة الكافور بالاضافة الى كميات صغيرة من اللينالول واليوجينول وغيرها، ويرجع لمادة الكافور أهمية زيته الطيار لاستخدانه طبيا فى معظم التركيبات الخاصة بالروماتيزم ونزلات البرد وعلاج التهابات المفاصل.

وتستعمل أوراق الريحان الكافورى على شكل عجينة لعلاج بعض الأمراض الجلدية.

 

الفجل:

الفجل من الخضروات الشائعة فى مصر ويسمى الفجل المصرى وهو يزرع بكثرة فى مصر وشمال أفريقيا.

وذكر هيرودوت أن العمال الذين شيدوا الأهرام كانوا يأكلونه، ووجد اسمه فى بعض الآثار وعثر على فجلتين فى مقابر كاهون ويعرف باللغة المصرية القديمة ” نون” ، “نيوبن” ويستعمل من الفجل أوراقه وجذوره وبذوره. والفجل عرف فى الصين من قديم الزمن وكان الاغريق يقدرونه لفوائده وليس أدل على ذلك من أن حكمائهم مثل بيوفراستس وأبو قراط كانوا يزرعونه فى حدائقهم للعلاج. وفى عهد الرومان كان ديستقوريدس يوصى به لعلاج تعب المعدة ولفتح الشهية وتسكين السعال وادرار الطمث.

وفى العصور الوسطى كان الأوربيون يعالجون به التهابات الجهاز البولى ولتفتيت الحصى. أما الأطباء العرب فعرفوا قيمته كمقو للمعدة، مدر للبول يزيد من لبن المرضعات ويستخدم عصيره ضد الحصوات الصفراوية. وهو مولد للغازات ولكنه يساعد على الهضم وبذوره تفيد فى آلام المفاصل وقيل عن الأوراق انها تحد البصر وتفيد السعال وعموما فالفجل ملين طارد للمحتويات الغذائية ومدر للبول واللبن والطمث كما انه يقوم العظام ويعالج به السعال الديكى وقد أثبتت العلماء الألمان والفرنسيون بعض هذه الصفات المعروفة علميا بنشر أبحاثهم فى حوالى عام 1950 مؤكدين أن الفجل يساعد على ادرار الصفراء ويعالج بعض أمراض الكبد ويقوى المعدة ويستعمل ظاهريا كمهيج للجلد فى حالات الآلام الروماتيزمية. وفى الهند يعتبرون الفجل ملينا ومنشطا ومدرا للبول والطمث. والفجل نافع لمرض البول السكرى والاضطراب الكبدى ويحتوى الفجل على فيتامينات أ، ب، ج ويعتبر مصدرا هاما للفيتامين ب، ج ومن مكونات الفجل زيت طيار يشبه زيت الخردل (المسطردة) حيث به مركبات عضوية كبريتية وزيت ثابت وبعض الانزيمات، وقد تم فصل جليكوزيد رافانين ووجد انه يوقف نمو الفطريات ووجد أنه يوقف نمو الفطريات ووجد أنه يعتبر مضادا حيويا وترجع هذه الصفة للزيت الطيار المحتوى على المركبات الكبريتية العضوية.

 

القرفة الصينية:

قشور القرفة الصينية (أو دار صينى) ويطلق عليها مجازا القرفة وهى التى تباع فى العطارة لأن الفرق بين القرفة الصينية هى أن قشور القرفة تنزع منها القلف وبذلك تصبح مرتفعة الثمن عن القرفة الصينية، والقرفة لا تزرع فى مصر ولكن تستورد من سيلان والهند حيث تنمو أشجارها فى الغابات وكانت معروفة عند قدماء المصريين فكانوا يستعملون خشبه فى تحضير الروائح العطرية ولا سيما فى تركيب البخور المقدس وأهم استخداماتها كتوابل وتكسب الطعام رائحة ونكهة مقبولتين، وقد ذكرت فى كتب العرب الطبية بأنها مسخنة ومدرة للبول وملينة وتدر الطمث ونافعة فى النزلات وآلام الكلى وعسر الهضم، تريح المعدة والكبد ومن أضرارها انها قد تسبب الاجهاض.

وقد ثبت أن للقرفة فوائد طبية بالاضافة لاستعمالها كتوابل منزلية وكمشروب ساخن عطرى لذيذ الطعم، فالقرفة مقوية ومنبهة للقلب والمعدة والأمعاء وتدر الطمث، كما ثبت انها منبهة للرحم وبذلك على السيدة الحامل أن تتجنبها وهى طاردة للغازات ومسكنة للتقلصات، وتحتوى القرفة على زيت طيار ويرجع اليه فوائد القرفة الطبية وكذلك مواد هلامية وتانين واكسالات، ويدخل زيتها الطيار فى بعض تركيبات مستحضرات التجميل كالروائح العطرية ومعاجين الأسنان.

 

القرنفل:

شجرة القرنفل جميلة المنظر دائمة الخضرة وتنمو فى زينزبار وجاوة وسومطرة وجزائر الهند الغربية. والأجزاء المستخدمة هى البراعم الزهرية التى تقطف عدة مرات فى السنة وعند القطف تكون هذه البراعم الزهرية حمراء زاهية، وعندما تجف تكتسب اللون البنى المعهود وتكون سهلة الكسر، وتحتوى براعم القرنفل على نسبة كبيرة من الزيت الطيارة تعرف بزيت القرنفل وأهم مكوناته مادة فينولية طيارة هى اليوجينول تكون حوالى 80% من مركبات الزيت. ويضاف القرنفل الى بعض الأطعمة والحلوى والمشروبات وتحضير بعض الروائح العطرية. وذكر القرنفل فى تذكرة داوود وبعض كتب الأطباء العرب على انه منبه للجهاز الهضمى والعصبى ومقو للقلب والمعدة ويسهل عملية الهضم والعصبى ومقو للقلب والمعدة ويسهل عملية الهضم وادرار الطمث ويطرد الغازات.

ويستخدم فى الطب الحديث زيت القرنفل فى مجال الأسنان كمسكن ومطهر موضعى لآلام الأسنان ويدخل مع حشو الأسنان وفى تحضير المضمضة لعلاج التهابات اللثة والفم وتنظيف الأسنان ويدخل أيضا فى تركيب معاجين الأسنان وفى بعض أنواع العطور والشمبوهات والصابون ويوضع أحيانا فى أكياس مع الملابس لحفظها  من العته.

 

النعناع:

النعناع أنواع كثيرة منه النعناع الفلفلى وهو المعروف فى العالم كله ويعتبر أحسن أنواعه وزيته الطيار يفوق زيوت الأنواع الأخرى، والنعناع البلدى معروف فى الوطن العربى والعالم أيضا وكل أنواع النعناع تزرع فى جميع أنحاء العالم وتستعمل أوراقه وقممه الزهرية، وهو يزرع لاستخراج الزيت الطيار الذى يستخدم طبيا، وقد وجد النعناع الفلفلى ضمن اكليل فى مقبرة من مقابر قدماء المصريين بجهة الشيخ عبد القرنة وكان مستعملا فى الطب وفى تحضير الروائح العطرية وله أسماء عدة فى ذلك العهد مثل “أجاى” و “أميس” وكل أنواع النعناع- البرى منها والمزروع – لها نفس الصفات الدوائية وكان الأشوريون والبابليون يستخدمونه لتنشيط المعدة، وكل المؤلفين أجمعوا على نفس الصفات الدوائية وأن النعناع منشط للجهاز الهضمى وله شهرة لتنشيط القلب ومقر. والنعناع مسكن للتقلصات ومهدئ يساعد على زيادة افراز الصفراء ويحتوى النعناع وزيته الطيار على مادة المنتول المطهرة ويوصى باستعماله فى حالات عسر الهضم ولمنع القئ وآلام المعدة والأمعاء ويستعمل زيت النعناع الطيار من الظاهر لعلاج الصداع والآلام العصبية.

ويحتوى النعناع على زيت طيار يتكون من المنتول ومواد أخرى تربينية وفيلاندرين وليمونين ومنتون. ويستعمل الزيت الطيار طبيا لعلاج حالات الانتفاخ وكطارد للغازات ومسكن للمغص وهو يقوى المعدة ومطهر موضعى ومسكن لآلام الزور ويدخل أيضا فى بعض المستحضرات الصيدلية ليكسبها طعما مقبلا. وزيت النعناع يدخل فى بعض الصناعات مثل صناعة الحلوى كاللبان وصناعة بعض العطور ويستخدم زيته لعلاج الزكام، وتجفف أوراقه وتستخدم كتوابل تضاف الى بعض الأطعمة وتساعد على فتح الشهية.

 

 

الياسمين:

الياسمين موطنه الأصلى آسيا وهو يزرع من زمن طويل فى شمال أفريقيا وأوربا. واسمه مشتق من اسمه الفرعونى “آسمن” وقد وجد اكليل من الياسمين على رأس بعض الموميات الملوكية التى عثر عليها فى الدير البحرى.

والأزهار هى الجزء المستخدم حيث يستخرج منها زيت عطرى طيار يعتبر من أغلى الزيوت العطرية ثمنا حيث تختلف طريقة استخلاصه عن الطرق الأخرى وتعتبر أكثر تعقيدا ويستخلص زيت الياسمين على شكل دهن  (عجينة) الياسمين الذى يعاد استخلاصه للحصول على الزيت الطبيعي نفسه.

وأزهار الياسمين تعالج الصداع ومهدئة وتساعد على النوم وتسكن آلام السعال. ومنقوع الأزهار فى الزيت تستعمل  للتدليك الظاهرى لعلاج آلام الشلل العصبى. وتحتوى الأزهار بالاضافة الى الزيت الطيار، قلوانى يسمى جاسمينين نسبة الى اسمه العلمى.

وفى الصناعة يستعمل زيت الياسمين الطبيعى فى صناعة العطور الغالية الثمن.

 

 

 

اترك تعليقاً